تعيين محتسبات في الأسواق يقلل المنگرات

[عبدربه]

مع ازدياد المجمعات التجارية الدعاة:تعيين محتسبات في الأسواق يقلل المنگرات



توجد في بعض المجمعات التجارية من أسواق ومطاعم وأماكن ترفيهية بعض المنكرات والمخالفات الدينية عند بعض الرجال وبعض النساء... كيف يمكننا التوجيه والإرشاد في هذه المجمعات وما أبرز المنكرات المتفشية بالمجمعات التجارية؟ وما السبل والوسائل للإرشاد في هذه المجمعات؟ التحقيق التالي يتناول هذه القضية محاولاً سبر أغوارها ومناقشة جوانبها.



منكرات الأسواق
في البداية تحدث للدعوة فضيلة الشيخ:سعد بن عبدالله السبر (إمام وخطيب جامع الشيخ عبدالله الجارالله) قائلاً:
لا شك أن المجمعات التجارية الأصل فيها القيام على الخيرية ولكن هناك منكرات منها ما هو وقتي يزول بزوال موجبه وقد تكون هناك منكرات قائمة مثل نشر الصور الفاضحة أو أحداث الصخب بالأغاني والعبارات الماجنة أو بيع ما يغضب الرب جل شأنه أو عرض ما يثير الغرائز لدى الجنسين، ومن أهم سبب لهذه المنكرات الفراغ الذي يعانيه كثير من الشباب والشابات فإن الأسواق تصبح ميداناً نشطاً لتجمعاتهم ومصدراً لبعض الشرور على البلاد والعباد ومنبعاً للفساد، ولذلك جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها" فمن هذه المنكرات التبرج والسفور فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا" وذلك بلبس العباءة المزكرشة والمخصرة والضيقة ولبس البنطال والقصير والبرقع واللثام والنقاب اللذين يُعتبران خطوة من خُطوات الشيطان وفتنة للرجال بذلك والتعطر ووضع كامل الزينة عند الذهاب للسوق حتى أنني سمعت بمكياج يوضع عند الذهاب للسوق.
ومن المنكرات اختلاط النساء بالرجال وارتفاع الأصوات والضحك والغزل الصريح بعض الأحيان بين البائع والمرأة والغزل من الشباب حتى إن بعض الشباب هداهم الله ديدنه الذهاب لتلك المجمعات لأجل المغازلة والتحرش بالنساء، أضف على ذلك مقاطع البلوتوثات المتبادلة بين الطرفين.
ومن الأخطاء في الأسواق إضاعة المال فيما لا ينفع بكثرة الشراء أو شراء ما لا حاجة به فقط من أجل التسوق والتبضُّع، ومن المنكرات إضاعة الوقت وقضاء الساعات الطوال في المجمعات التجارية ومقاهي الإنترنت، وفي الدوران واللف في الأسواق.
طرق التوجيه
وحول السبل والوسائل للإرشاد في هذه المجمعات يقول فضيلة الشيخ السبر:
تعدد طرق التوجيه في المجمعات التجارية وسهولتها منها ما يكون بدءاً أثناء إنشاء هذه المجمعات مثل تحديد مواصفات هذه المحلات من حيث السعة والعرض للبضائع والدخول والخروج للمحلات وأن لا تكون هذه المباني والديكورات تساعد على نشر الرذيلة.
ومنها يكون بالتوجه للتاجر أو صاحب المحل بالجلوس معه والتحاور وبيان الأخطار المترتبة على الاستمرار في هذه المنكرات.
وقد يكون التوجيه بنشر الوسائل الدعائية التي تبين خطر الاختلاط مثلاً أو التبرج ومنه التوجيه بالكلمة المباشرة واتباع الأسلوب الدعوي الصحيح في النصح والتوجيه وفقه قواعد الإنكار ومراعاة حال المنصوحين وهيئاتهم وذواتهم.




دعوة تثقيفية
من الوسائل أيضاً الحث على غض البصر، ومراقبة الله عزّ وجلّ وحثهم على الاعتناء بالأمانة وعدم الغش في التعامل مع الناس بيعاً وشراءً وحثهم على أداء الصلوات في أوقاتها، والتذكير بها والدعوة إليها وإيجاد مساجد أو مصليات في الأسواق، مع تخصيص أماكن للنساء.
إيجاد كتيبات ومنشورات دعوية وتثقيفية مفيدة ونشرها في المجمعات ووضع بنرات إعلانية دعوية واستخدام التقنية في العروض بالحاسب واستخدام رسائل "البلوتوث" بنشر مقاطع دعوية ثقافية وحث المرأة على تقوى الله أولاً وآخر في لباسها وعباءتها وتذكيرها بفضل الاحتشام والتستر وعدم إظهار الزينة وعدم الخضوع بالقول، وبث الوعي بالتناصح وإنكار المنكر والتعاون مع رجال الحسبة عن وجود منكر.



مقترحات توجيهية
من المقترحات في التوجيه ما هو يكون متعلقاً برب الأسرة الذي عليه أن يتقي الله في ذريته وألا يعرضهم للفتنة أو يساعدهم أو يهيئ لهم سبل الوصول أو الوقوع فيها فيكون التسوق معهم وتحديد الاحتياج من التسوق، ومن التوجيه ما يكون نابعاً من المتسوق نفسه الذي عليه أن يراقب الله في أعماله فلا يعرض نفسه للفتنة أو يساعد على الآخرين على الوقوع فيها ويكون ذلك بالاحتشام في اللبس والنظر والحركة وربما لو استحضر هذا المتسوق رجلاً أو امرأة طلب الأجر والمغفرة من ربه لكان وقته الذي يقضيه في التسوق سبباً لجلب الحسنات وتكفير السئيات .



دور المرأه الداعية
وعن دور المرأة المسلمة الداعية في الأسواق قال الشيخ السبر: قد توجد في بعض هذه المراكز أماكن خاصة بالنساء فيها من البرامج والأنشطة ما يفقه المرأة المسلمة بأمور دينها وكذلك ما يساعدها في المحافظة على التزامها، كذلك فإن المرأة الداعية قد يكون مجالها أوسع وذلك بالتحدث مع بنات جنسها والدخول معهن وبيان مزالق اتباع الهوى وضرب القصص، وهناك بعض الطرق تعين بإذن الله على حصول نتائج إيجابية في مثل هذا الأمر، إذا اتبعها كل من يريد أن يقدم النصح والإرشاد وإزالة المنكرات ومنها: طلب المعونة من الله، والتثبيت على قول الحق منها:
1- الشيطان يخذل ويرجف، فإذا أحسست بهذا الأمر فامضي واعلمي أنكِ على الحق، لأنك على الطريق الصحيح، وسيوهمك الشيطان بأوهام تحبطك عن إتمام النصح.
2- لا بد من معرفة درجة هذا المنكر، لتحديد الأسلوب الأمثل لإنكاره. ما كان الرفق في شيء إلا زانه، فالرفق واللين يفتحان الأبواب والأنفس المغلقة. وكذلك الصدق في المشاعر تجاه المنصوحة، اجعليها تحس بدفء كلماتك النابعة من الأعماق.
3- لا تجعلي المنصوح يحس أنكِ ندٌّ له، وأنك تنتصر لنفسك بسبب ما قال.
4- كل شخص يحب المديح والإطراء، حاولي أن تثني على المنصوحة بما فيها من صفات إيجابية، ثم اذكري الملاحظة التي وجدت، ففتح أبواب القلوب مطلوب للدخول.
لكل شخصية مفاتيح تؤثِّر عليها، ممكن استثمارها عند تغيير المنكر. وعليك أن تسلكي أسلوباً آخر إذا تعذر الكلام المباشر مع المنصوح، الرسالة المكتوبة أو المكالمة.
5- احذري أيها المرأة مناصحة الرجال، فقد تقعين في الفخ، وأنتِ لا تدرين. وتجنبي رفع الصوت عند الإنكار، وخذي المخالفة إلى زاوية بعيدة عن الأعين، ثم وجه لها الكلمات الرقيقة، ستجدينها أنها قد تستجيب لكِ. ثم اشكري المنصوحة على سعة صدرها، واستجابتها لك.



أمة يشار إليها بالبنان
كما تحدثت للدعوة الأستاذة الداعية "منيرة العتيبي" إدارية في مدرسة تحفيظ قائلة:
انتشرت المجمعات التجارية في الآونة الأخيرة انتشاراً واسعاً وأصبحت مكاناً يرتاده الناس إما لقضاء الحاجات وأحيان كثيرة للترفيه وتناول الوجبات وما طرحته مجلتنا العزيزة "الدعوة" من أهمية التوجيه والإرشاد في هذه التجمعات التجارية فكره صائبه أتمنى من الجهات المسؤولة تبني هذه الفكرة وإقامة هيئات متخصصه يقوم عليها الكفاءة من أهل العلم بحيث يستفيد المرتاد لهذه المجمعات التجارية بإيجاد شخص متسامح رقيق يعامله بإحترام وأسلوب راقٍ لأن ضغوط الحياة كثيرة فينبغي البعد كل البعد عن العنف في التعامل مع الناس واتخاذ الحذر في الوصول إلى عقولهم لكي لا ينفروا من وجودي بينهم أنا ذاك الشخص الذي حمل على عاتقه أمانة حمايتهم لست ملزماً بتكليفي لكن ضميري بيني وبين ربي يملي علي بأن أراكم من خير أمة في أحسن حال ترون المنكر منكراً وتنكرونه والمعروف معروفاً فتعززونه. نحن أمة الإسلام لسنا من يرضى أن يعيش تبعاً لكننا نرسم الجاده لغيرنا لنعرفهم من تكن أمتنا أليست هذه أمانينا بأن نكون سيادة هذا العالم... أحبتي أنظروا لهذه الهيئات بعين الإنصاف ليقوموا على إتمام عملهم بأكمل وجه ليشار لأمتنا بالبنان.



النصح العابر
ولاشك أن استغلال هذه المراكز والمجمعات التجارية في الدعوة أمر جميل جداً لجلب الشباب والشابات فهم في هذه الأماكن كثيرون فعلى المصلحين والدعاة والداعيات مسؤولية عظيمة مسؤولين عنها أمام الله يوم القيامة فكم من فتاة وشاب ألهتهما الغفلة ولم يكن لهما قريب وضاعا في الطرقات وفي هذه الأماكن التي أقرب ما تكون للشياطين اقرب منها للخير، فلربما من لا يجد الأنس والراحة فالأب مشغول والأم للزيارات فتصور أخي الكريم تأثير هؤلاء الدعاة والموجهين في هولاء، فهم بحاجة لمن يقترب منهم ويفهمهم ويخفف عنهم همومهم. ربما كان لوجود مكاتب دعوية مثلا في الاسواق وتوظيف دعاة فيها لنصح الناس وتفهم حاجاتهم وعقد دورات ومحاضرات ومسابقات دعوية وملتقيات للدعوه والتوجيه لكن بالحسنى، {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ }،.. {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ }. كيف نغفل عن هذه الكرامة "خير أمة" لماذا نحن صامتون ونحن نرى فلذات أكبادنا يتجولون في هذه الأسواق.. أقول لن يفيد النصح العابر، بل يجب أن يتخذ في هذه الأماكن مراكز دعوية متخصصة لها آليات وطرق وخطى مرسومة وبدقة.. يجب المسارعة في اتخاذ هذه الخطوة التي أرجو أن تكون خطوة خير وصلاح...



سلوكيات منكرة
كما تحدث فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن محمد السويلم عن بعض المنكرات الموجودة في المجمعات التجارية قائلاً: التحدث من قبل بعض الأخوات هداهن الله مع الباعة بلغة التميع والضحك وتوزيع الابتسامات للمارة وغيرهم وقلة الحياء من الأكل في الطرقات مثل الآيسكريم ونحوه سلوكيات تقلل من شأن المرأة مما يجعل الشاب والرجل يعلم عنها قلة الحياء وأنها تقبل العلاقات واصطحاب الفتيات اللواتي قاربن البلوغ بلباس جميل قصير يخرج الساقين وقد يصل إلى الركبتين وهي متجملة لكي تدل الناس أنها جميلة ومتفتحة وغير منغلقة من مظاهر الانفلات وكذلك حضور النساء إلى الأسواق بغير رجل يستطيع منع الاعتداء عليهم ولو بالنظر والكلام وحتى لا يجعل للنساء فرصة للتحدث والتكسر والتغنج في كلامها ومشيتها، كلها من المنكرات التي تشهدها المجمعات التجارية والأسواق.



حلول مقترحة
ويقترح فضيلة الشيخ السويلم أن يكون هناك نساء محتسبات موظفات في الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن يعملن في مجموعات أكثر من واحدة يجلن جميعاً وينكرن على مثل هذه المرأة إظهار ما يفتن وما أنكره الدين. وأن تمنع الهيئة كل امرأة بهذه الصفة من الدخول للسوق كما أنه توجد عبايات ساترة بسعر رمزي تشتريها المتبرجة لكي تدخل السوق وأن تحرص الأخوات الداعيات على زيارة المدارس الثانوية وتوجيه الطالبات فيها، وتنبيههن بخطورة هذا الأمر.



الخضوع بالقول
الداعية الأستاذة: منيرة المفرج تحدثت عن هذا الموضوع قائلة: أبرز المنكرات المتفشية بالمجمعات التجارية: التبرج، اللباس شبه العاري على الفتيات الصغيرات، المعاكسات، خضوع بعض النساء بالقول عند مخاطبة أصحاب المحلات.
أما المقترحات التي بينتها الأستاذة منيرة فهي تتمثّل في التوجيه المباشر بالحكمة والموعظة الحسنة، توزيع الشريط الإسلامي أو أقراص مدمجة لمحاضرات أو فلاشات وعظية توعوية.
وكذلك إيجاد لوحات توعوية كبيرة داخل المجمعات التجارية تحوي عبارات قصيرة مؤثرة تستبدل بشكل دوري.
وطرح مسابقات ثقافية توعوية منوعة داخل المجمعات التجارية بإشراف مكاتب الدعوة وترصد لها جوائز قيمة لتشجيع أكبر عدد من مرتادي المجمع على المشاركة.



توظيف أدوات السوق
كما ينبغي استغلال فترة التسوق داخل المحلات بإذاعة فقرات توعوية قصيرة منوعة ومؤثرة وقد نفذت في بعض المحلات ولكن على نطاق ضيق جداً. وللأسف أن البعض استغلها ببث الموسيقى أو فقرات دعائية.
بعض المحلات تضع شاشات عرض كبيرة داخل المحل لعرض أفلام كرتون للأطفال "غير هادفة" حبذا استثمارها لعرض ما هو هادف "عبارات وفلاشات وعظية مؤثرة - قراءة آية أو مقاطع من آيات القرآن الكريم لبعض القراء المتميزين - عرض حديث نبوي - مقاطع من محاضرات مؤثرة... ).
استغلال أكياس المشتريات للتوجيه والإرشاد بحيث يطبع عليها عبارات دعوية مناسبة بطريقة فنية إبداعية جذابة أو دعاية لشريط دعوي أو برنامج دعوي مثل الملتقيات الدعوية أو لمواقع الإنترنت الدعوية المناسبة