مكة
مرت مكة بمرحلتين من العمر البشري . المرحلة الأولى في عهد أدم عليه السلام والمرحلة الثانية في عهد إبراهيم عليه الصلاة والسلام ) المرحلة الأولى كانت مشعر وملتقى يقرَّب إلى الله فيها القرابين ولم يكن يحجوا الناس ويعتمرون كما في المرحلة الثانية في عهد إبراهيم حيث أمره الله أن ينادي في الناس بالحج فكان نداء إبراهيم أذان بالحج فحجوا الناس إلى مكة وكانت مكة في وادي لا بناء فيه إلا مكة وحولها جبلين قريبين هما جبل الصفا وجبل المروة . قبيلة جرهم من اليمن الذين قدموا إلى هاجر بإذن منها أن لا يكون لهم مقام إلا بإذن منها على حسن جوار وعشرة كانوا خير من جاورا مكة وتكونت منهم خزاعة وفروعهم أولاد عم تسموا بأسماء كبراءهم فيما بعد وسلالة إبراهيم إسماعيل عليهم الصلاة والسلام جاء منهم بنو هاشم ) قويت قبيلة خزاعة وبنو عمومتهم واستضعفوا بني هاشم فهاجروا بني هاشم من مكة وتركوا مكة لخزاعة وبنو عمومتهم حتى عاد إليها قصي ابن كلاب من بني هاشم من بادية الشام وكانت الشام واليمن تحت إمبراطوريات ذلك الزمن وعندما عاد قصي ابن كلاب إلى مكة وجد خزاعة قد بنوا حول مكة بيوت اتخذوا من بيوتهم إمارات وحكم متنافسين بينهم في خدمة الحجيج ولم يسمحوا لغيرهم بما يسمحوا لأنفسهم به من تميز في خدمة الحجيج فكان قصي يجمع اعوانه من بني هاشم المستضعفون ويخزن لهم السلاح في اماكن معينة من شعاب مكة وكان يعمل اجير عند حلل زعيم خزاعة فوجد منه رجل يعتمد عليه بعد موته وكان حلل طاعن في السن وله بنت اسمها حبه تعلقت بقصي ورأت فيه ملاذ يخلصها من غطرسة بنوا عمومتها فتزوجته على عناد ومشقة من قومها وكان لها ذلك ثم ثارت ثورة بنوا هاشم على خزاعة بقيادة قصي ابن كلاب واستردوا الزعامة لبني هاشم ثم قويت خزاعة من جديد بأسماء كبراءهم فكان منهم سفيان ابن حرب من خزاعة زعيم قريش بعد أن تسمو بقريش لما كانوا يجمعون من القروش في تجارتهم مع الهند والشام واليمن وفارس في الشرق وحاجة الناس إليهم في إيواءهم وإطعامهم وسقايتهم وأمنهم حيث كانوا يسيرون مع القوافل الآتية إليهم من يحميهم حتى يتعدوا حدود نفوذهم . كان زعيم بنوا هاشم عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم وكانوا اسرة وليسوا قبيلة كبيرة مثل قريش بزعامة ابو سفيان ابن حرب ) كانوا الناس يقدرون بنوا هاشم بشهادة من يشهد لهم بأنهم من سلالة إسماعيل بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام وقد سماهم الله بأهل البيت ) والبيت يعني مكة المكرمة حيث كرمها الله بأن تكون مثابة للناس وأمنا .




محمد المساوى