بدء موسم القيادة في الغرب يدفع أسعار البترول للمحافظة على مستوى 47 دولاراً ..
انتهاج المملكة سياسة إنتاج وتسويق النفط المكرر يطمئن سوق الطاقة ويعزز من نمو الاقتصاد العالمي
كتب - عقيل العنزي
أبدت أسواق الطاقة العالمية ارتياحا لإعلان المملكة أمس الأول وضع إستراتيجية بترولية ترتكز على استقرار الأسواق النفطية وحفظ التوازن بين العرض والطلب والتركيز على زيادة الطاقة التكريرية لدى المملكة (محليا وخارجيا) لمواجهة الطلب على المنتجات البترولية المكررة من خلال بناء مصاف قادرة على تكرير الزيت الخام الثقيل الذي يتزايد إنتاجه عالميا وهو ما يصب في مسار الجهود الرامية إلى التخفيف من جموح أسعار البترول والسيطرة عليها عند مستويات تفيد المنتجين ولا تضر بنمو الاقتصاد العالمي، وهي خطوة ايجابية تقوي من مكانة المملكة على خارطة سوق النفط العالمية بصفتها اكبر بلد منتج للطاقة بالعالم ويمتلك أضخم احتياطي ثابت وجوده على وجه المعمورة.
ولا شك أن الإستراتيجية التي أعلنت عنها المملكة تأتي في إطار تحديث السياسة البترولية السعودية التي تقوم على خمس ركائز وهي : استقرار أسواق البترول والتعاون مع الدول المنتجة والمستهلكة واستمرار نمو الطلب على البترول متوافقاً مع النمو الاقتصادي العالمي وبناء صناعة بترولية وطنية ذات كفاءة وقدرة على المنافسة وبناء قنوات للحوار مع جميع الدول في موضوعات الطاقة والبيئة والتقنيات التي تساعد على التوافق بينهما. سعياً إلى تحقيق الاستقرار في الإيرادات من البترول بما يخدم أهداف تنمية الاقتصاد الوطني وتنويعه والمحافظة على حصة البترول في استهلاك الطاقة واستمرار النمو في الطلب وتوظيف هذه الإيرادات في التنمية البشرية وإسعاد المواطن السعودي وتنمية الاستثمارات التي تفضي إلى تطوير صناعة النفط وجلب التقنية المتقدمة في هذا المجال.
و كان صوت المملكة قويا في جميع المناسبات في الدعوة إلى ضرورة تأمين إمدادات الطاقة إلى المستهلكين دون تمييز واتخاذ كافة التدابير التي تضمن تدفق النفط إلى أسواق الطاقة العالمية بما يواجه الطلب ويحافظ على استقرار الأسعار في أوضاع تفيد المنتجين والمستهلكين وإلى إنهاء المعاملة التمييزية للبترول في الأسواق الرئيسية عن طريق خفض العبء الضريبي على المنتجات لكي ينمو الطلب بشكل طبيعي وتنمو تجارة البترول بين الدول لما فيه سلامة الاقتصاد العالمي، ولتحقيق التقارب بين المنتجين والمستهلكين عملت على دعم منتدى الحوار بين الدول المنتجة والمستهلكة وأوجدت أمانة عامة لهذا الغرض يتم في أروقتها تبادل وجهات النظر والحوار في أجواء تحقق التفاهم والبحث عن المصالح المشتركة.
ولمواجهة الطلب المتزايد على مصادر الطاقة في العالم خططت المملكة لزيادة طاقتها الإنتاجية من النفط الخام إلى 12,5 مليون برميل يوميا والى 15 مليون برميل يوميا خلال العشرين سنة القادمة ورصدت مبالغ كبيرة لهذا الغرض مستغلة ارتفاع عائدات النفط، ولمواجهة النمو الكبير في الطلب على المواد البترولية المكررة في ظل قلة الاستثمارات العالمية في مصاف النفط وشيخوخة المصافي الحالية مما يجعلها غير قادرة على تلبية احتياجات العالم من المواد البترولية المكررة اتجهت إلى تنفذ خطة ستعمل على زيادة الطاقة التكريرية الإجمالية للمملكة على مدى السنوات الخمس المقبلة بنحو 50٪ لتصل إلى نحو 6 ملايين برميل في اليوم وهو ما يعني تصدير حوالي أربعة ملايين برميل يوميا ستشكل عائدا مضاعفا مقارنة فيما لو تم تصدير هذه الكميات بصورة النفط الخام ونشطت المملكة في توقيع اتفاقيات مع شركات نفط عالمية لإنشاء مصاف بترولية جديدة وتوسعة المصافي الحالية داخل المملكة وتلك التي تمتلك فيها حصصا بالدول الأجنبية خارجها.
ويجيء هدف زيادة الشفافية في كافة مجالات الصناعة والسوق البترولية وتشجيع عمليات التكامل في الصناعة البترولية على المستوى الدولي كأساس قوي يتم من خلاله التعرف على خارطة طريق النفط التي تنادي بها المملكة دائما وعنصر مهم في سياسة إنتاج وتسويق النفط توضح معالم مسار العرض والطلب ليتم بموجبه الإنتاج بصورة تحفظ التوازن وتضمن عدم حدوث إنتاج زائد للنفط يؤدي إلى إغراق السوق وانهيار في الأسعار يضر بالدول المنتجة أو نقص في الإنتاج يفضي إلى شح في الإمدادات وصعود جنوني للأسعار يؤثر على نمو الاقتصاد العالمي.
وتعد المملكة الدولة الوحيدة التي تمتلك طاقة إنتاجية فائضة تصل إلى أكثر من مليوني برميل يوميا من بين دول منظمة الأوبك التي تزود العالم بحوالي 40٪ من احتياجاته الطاقوية بإنتاج تعاظم في الأشهر الأخيرة بعد تجميد العمل بنظام الحصص ليصل إلى 30 مليون برميل يوميا.
على صعيد ذي صلة افتتحت أسعار النفط في بداية تعاملاتها الأسبوعية أمس بعد عطلة نهاية الأسبوع على مسار تصاعدي متحفزة ببدء موسم القيادة في الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية حيث ذروة الاستهلاك وقفز سعر خام ناميكس القياسي إلى 74,12 دولارا للبرميل بينما تعزز سعر خام مزيج برنت الأوروبي بالقرب من 74 دولارا عند 73,65 دولاراً للبرميل، ولم يستطع خام وست تكساس كسر حاجز 74 دولاراً وظل يراوح عند عتبته بسعر 73,95 دولارا للبرميل، وحلَّق سعر الجازولين وسط استهلاك كبير ليصل إلى 2,21 دولار للجالون.
وتحدد سعر الذهب في جلسة القطع المسائية في لندن على 622,95 دولارا للأوقية بينما ارتفع سعر الفضة إلى 11,03 دولار للأوقية.